U3F1ZWV6ZTQ5Mjk1NjA2NjM3MTA3X0ZyZWUzMTA5OTkzMTMwMDMzMg==

وقفة محاسبة " الجزء الثاني "

 وقفة محاسبة 

" الجزء الثاني "



إعداد : علاء الدين عبد الرحمن 


ما أحوجنا إلى وقفة مع محاسبة النفس ومراجعتها، لعلها تنتبه من غفلتها

 وتستفيق من رقدتها، وتقوم من سباتها وترجع عن غيّها وضلالتها .


تعريف المحاسبة: 

"أن يتصفّح الإنسان في ليله ما صدر من أفعال نهاره، فإن كان محموداً أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذموماً استدركه إن أمكن، وانتهى عن مثله في المستقبل"

المحاسبة خُلق عظيم، فوائده كثيرة ونتائجه جليلة، ومن فوائده:


1- بالمحاسبة يَطَّلِع المرء على عيوب نفسِه ونقائصها ومثالبها؛ ومن اطلع على عيوب نفسه عَرَف قدره، ومعرفة العبدِ بقدر نفسه تورثه تذلّلاً لله، وتعظيما وإجلالا وعبودية لله عز وجل، فلا يمنّ بعمله مهما عظم، ولا يحتقر ذنبه مهما صغر .


2- بالمحاسبة يتعرّف العبد على حق الله تعالى عليه وعظيم فضله ومنّه سبحانه عندما يقارن نعمة الله عليه بتفريطه في جنب الله، فيكون ذلك دافعا له إلى الطاعات والقربات، رادعاً له عن القبائح والسيئات، عند ذلك يعلم أنه من حقّه سبحانه أن يُطاع فلا يعصى، وأن يُذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفر.


3- بالمحاسبة تكون تزكية النفس وتطهيرها من كل الأمراض والأدران وبتزكيتها يكون الفلاح والنجاح، قال سبحانه: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10]. وقال مالك بن دينار رحمه الله: (رحم الله عبداً قال لنفسه: ألستِ صاحبة كذا؟ ألستِ صاحبة كذا؟ ثم ذمّها، ثم خطمَها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل، فكان لها قائداً).


4- بالمحاسبة والمراجعة يكون التغيير نحو الأفضل والأحسن؛ فلا خير فيمن لا يستفيد من ماضيه ويتدارك أخطاءه، قال تعالى في وصف عباده المتقين: 

﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135


قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا

وزنوها قبل أن تُوزَنوا، وتزينوا ليوم العرض على الله: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18].

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة