U3F1ZWV6ZTQ5Mjk1NjA2NjM3MTA3X0ZyZWUzMTA5OTkzMTMwMDMzMg==

كل يوم كتاب " الأبيض المتوسط .. تاريخ بحر ليس كمثله بحر "

 كل يوم كتاب 

" الأبيض المتوسط .. تاريخ بحر ليس كمثله بحر " 




كل يوم كتاب 


مع الكاتب الصحفي

 ا . محمد سيد بركة 


يحاول جون جوليوس نورويش في كتابه الأبيض المتوسط .. تاريخ بحر ليس كمثله بحر- والذي ترجمه طلعت الشايب وصدر حديثا في القاهرة – أن يصحبنا من خلال هذا العمل الموسوعى فى رحلة طويلة فى الزمان والمكان، تبدأ بالبشر، وليس بالصخور والماء، كما يقول مؤلفه الذى زار كل البلدان الواقعة على شطاّنه ليكتب قصته.حيث تبدأ الرحلة من فينيقيا ومصر القديمة وتنتهى مع صمت مدافع الحرب العالمية الأولى.

يرى المؤلف أن الأبيض المتوسط هو أعظم بحيرة طبيعية، ومركز التاريخ الروحي وملتقى الحضارات الأعظم في تاريخ البشرية ،على ضفافه نشأت ونمت الأديان الثلاثة الكبرى، وعلى طريقه تواصلت ثلاث قارات، وفوق مياهه وحول جزره تصارعة الإمبراطوريات؛ وبذلك تعددت أدواره وتجلياته ليكون مهدا ولحدا وعائقا ونعمة ونقمة وواحة تتثاقف ومسرحا لحروب ضروس. 


ويبين المؤلف أنه لن يبدأ بالبشر الأوائل لأنهم كانوا بشر ما قبل التاريخ وهو يرى أن ما قبل التاريخ بالنسبة إليه مضجرا وكذلك سيكون بالنسبة لقارئه ، ويتدفق المؤلف في حكي نهر من الحكايات في ثلاثة وثلاثين فصلا بداية من مصر القديمة، واليونان القديمة، والامبراطورية الرومانية المقدسة، والعصور الوسطى والفتوحات العربية ، وصراعات الأباطرة والملوك والباباوات والقراصنه، والحروب الصليبية، ومحاكم التفتيش الاسبانية والبعث الإيطالى، وحروب نابوليون، وثورة اليونان، ومصر محمد على، وقناة السويس والامبراطورية العثمانية، وحروب البلقان

وتقسيم العالم القديم بين المنتصرين فى الحرب العالمية الأولى فى مؤتمر باريس سنة 1919،  ومعاهدة فرساى التى تبعته ليسدل الستار على العالم القديم، كان هناك خمس امبراطوريات عظمى تتمركز حول عواصم أوربية وفي عام 1919 ثلاث منها قد زالت الألمانية والنمساوية –المجرية والروسية أما الرابعة العثمانية فكانت على فراش الموت ، الامبراطورية الأخيرة البريطانية فحسب هي التي بقيت ومنذ ذلك اليوم سيصبح العالم مكانا مختلفا  ويبدأ عالم جديد. 


كما يبين المؤلف أنه قبل ستة أو سبعة آلاف سنة كان البحر الأبيض المتوسط قد تمخض عن الحضارة الغربية كما نعرفها  حجمه الصغير نسبيا حجمه الصغير نسبيا كيانه المحصور, اعتدال طقسه, خصوبة وتنوع تضاريس شطآنه الأوروبية والآسيوية ، كل ذلك ساعد علي توفير بيئة حامية فريدة لحياة وازدهار شعوبه, حتي الضوء له دور هنا ، بما يعطيه لهذه الشعوب من وضوح في الرؤية لا مثيل له في مناطق أخري, لقد آمنت هذه الشعوب بالآلهة, يشهد علي ذلك ما لا يقل عن ثلاثة أديان كبري, ولكن في البحر الأبيض الذي يغمره ضوء الشمس, لم يكن هناك مكان للأشباح أو الشياطين أو العفاريت 

أو الكائنات الخرافية التي تسكن الكهوف أو تقيم تحت الأرض, كما تظهر كثيرا في فولكلور الشمال الكئيب الملبد بالضباب والغيوم؛ لذلك كله ولغيره نحن مدينون بالكثير الكثير ..

ويتساءل المؤلف : إلي أي مدي يظل المشارك مهما؟ هل مازال البحر الأبيض المتوسط يحتفظ بالأهمية التي كانت له عندما كان العالم صغيرا؟


ويجيب قائلا :من أسف أن تكون تكون الإجابة لا ! عندما كان العالم صغيرا كان بلا حدود والآن انكمش على نحو مؤسف ومعه انكمش البحر .


ويشير المؤلف إلى أنه سرد كثيرا من الكوارث في  تسلسلها الزمني وقدراغير قليل من المآسي وتتبع البحر الأبيض وتحولاته من مهد إلى لحد من رابط إلى عائق ، ومن نعمة إلى نقمة ساحة قتال .


ويرى كم هو مؤسف أن نشهد الأبيض المتوسط وقد تحول إلى ملعب والموانئ القديمة إلى أحواض لليخوت وبدلا من السفن القديمة ثلاثية المجاذيف قوارب التزحلق النفاثة . 


ويتمنى المؤلف أنه كم كان من الأفضل

 لو أسدلنا الستار على الأبيض المتوسط الذي كان عندما كانت كل موجة تروي قصة وكل قطرة ماء تلمع بالكبرياء ، ويظل فى القلب من ذلك كله..البحر المتوسط..الذى ليس كمثله بحر،كما شاءت الجغرافيا وقدر التاريخ.


المؤلف 

 جون جوليوس نورويش ،هو مؤرخ بريطانى له عدة مولفات تاريخية مهمة عن جمهورية فينسيا والامبراطورية البيزنطية

 وملوك شكسبير ، قام باعداد اكثر من ثلاثين فيلما وثائقيا لمحطه بى.بى.سى الاخبارية، وله عدد كبير من المؤلفات 

 وهو عضو مجلس إدارة الأوبرا القومية البريطانية ومكتبة لندن .


أما المترجم

طلعت الشايب، كاتب ومترجم مصري من مواليد 1942، ترجم عددا كبيرا من الأعمال نذكر منها (الحرب الباردة الثقافية) (فكرة الاضمحلال فى التاريخ الغربى) (صدام الحضارات ) و(نحو فهم للعولمة الثقافية).


الكتاب : الأبيض المتوسط .. تاريخ بحر ليس كمثله بحر

المؤلف : جون جوليوس نورويش 

ترجمة: طلعت الشايب

 الطبعة : الأولى -2015 

عدد الصفحات : 773 صفحة من القطع الكبير 

الناشر : المركز القومي للترجمة

 القاهرة –مصر .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة