U3F1ZWV6ZTQ5Mjk1NjA2NjM3MTA3X0ZyZWUzMTA5OTkzMTMwMDMzMg==

لُب الأرض توقف عن الدوران وبدأ يدور بالإتجاه المُعاكس مما سيؤثّر على المناخ

 لُب الأرض توقف عن الدوران وبدأ يدور بالإتجاه المُعاكس مما سيؤثّر على المناخ 




متابعة - محمد أبو سيف


هذا المقال مترجم من مجلة nature العلمية التي نشرت الخبر  


تشير بيانات الزلازل إلى أن اللب الداخلي للأرض توقف عن الدوران *بسرعة أكبر* من بقية الكوكب *عام 2009*، لكن لا يتفق جميع الباحثين على ذلك.


اكتشف الباحثون اللب الداخلي عام 1936، بعد دراسة كيفية انتقال الموجات الزلزالية من الزلازل عبر الكوكب. كشفت التغييرات في سرعة الأمواج الزلزالية أن نواة الكوكب، التي يبلغ عرضها حوالي 7000 كيلومتر، تتكون من مركز صلب، يتكون معظمه من الحديد، داخل قشرة من الحديد السائل وعناصر أخرى. وهي مسؤولة عن الحفاظ على المجال المغناطيسي للكوكب. 


يفصل اللب الخارجي السائل، اللب الداخلي عن بقية الكوكب، لذلك يمكن أن يدور اللب الداخلي بوتيرته الخاصة. في عام 1996، أفاد باحثون قامو بدراسة الزلازل التي نشأت في نفس المنطقة على مدى ثلاثة عقود، أنه منذ الستينيات تغير زمن انتقال الموجات الزلزالية المنبعثة من تلك الزلازل، مما يشير إلى أن اللب الداخلي يدور أسرع من غلاف الكوكب! 


صقلت الدراسات اللاحقة تقديرات معدل ذلك "الدوران الفائق"، لتخلُصَ إلى أن اللب الداخلي يدور أسرع بحوالي عُشر درجة في السنة. لكن لا يتفق الجميع. اقترحت أعمال أخرى أن الدوران الفائق يحدث غالبًا في فترات متميزة، بدلاً من أن يكون ظاهرة مستمرة وثابتة. حتى أن بعض العلماء يجادلون بأن الدوران الفائق غير موجود، وأن الاختلافات في أوقات سفر الزلازل ناتجة عن تغيرات فيزيائية على سطح اللُّب الداخلي. 


في يونيو الماضي، ألقى العلماء اقتراحاً آخر. باستخدام بياناتٍ عن الموجات الزلزالية الناتجة عن انفجارات التجارب النووية الأمريكية في عامي 1969 و 1971، أفادوا أنه بين تلك السنوات، كان اللب الداخلي للأرض قد "تباطء"، ودار بشكل أبطأ من الغلاف. فقط بعد عام 1971، كما يقولون، بدأ يتسارع وبدأ في الدوران الفائق.


في دراسة نُشرت البارحة، قال علماء درسوا الزلازل في بين عامي 1995 و 2021، أن الدوران الفائق للنواة الداخلية قد توقف في حوالي عام 2009 (أي أصبحت تدور بنفس سرعة باقي الكوكب). ولاحظوا التّغيُر في نقاطٍ مختلفة حول العالم، والتي تؤكّد أنها ظاهرة حقيقيّة على مستوى الكوكب.


لكن تشير بيانات أُخرى إلى أن النواة الداخلية قد تكون في طور التّحول مرة أخرى نحو التباطؤ. إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أن شيئاً ما يحدث للقوى المغناطيسية وقوى الجاذبية التي تتحكم في دوران اللب الداخلي. وقد تربط هذه التغييرات اللب الداخلي بظواهر جيوفيزيائية أوسع مثل الزيادة أو النقصان في طول اليوم على الأرض.


لكن لا تزال هناك العديد من الأسئلة، مثل كيفية التوفيق بين حركة التباطؤ التي أبلغ عنها بعض الباحثين مع والتسارع الذي أبلغ عنه آخرون. السّبيل الوحيد للخروج من المستنقع هو انتظار حدوث المزيد من الزلازل.

"التاريخ الطويل من التسجيل المستمر للبيانات الزلزالية أمر بالغ الأهمية لمراقبة حركة قلب الكوكب، علينا فقط أن ننتظر". 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة